زيد بن عطية إلى مروان وخرج إلى الطائف فأقام بها شهرين وتزوج بنت محمد بن عبد الله بن أبي سويد الثقفي واستعمل على مكة رومي بن عامر المري وأتى فل أبي حمزة إلى عبد الله بن يحيى بصنعاء فأقبل معه أصحابه وقد لقبوه طالب الحق يريد قتال ابن عطية وبلغ ابن عطية خبره فشخص إليه فالتقوا بكسة فأكثر أهل الشام القتل فيهم وأخذوا أثقالهم وأموالهم وتشاغلوا بالنهب فركب عبد الله بن يحيى فكشفهم فقتل منهم نحو مائة رجل وقتل قائد من قوادهم يقال له يزيد بن حمل القشيري من أهل قنسرين فذمرهم ابن عطية فكروا وانضم بعضهم إلى بعض .
وقاتلوا حتى أمسوا فكف بعضهم عن بعض ثم التقوا من غد في موضع كثير الشجر والكرم والحيطان فطال القتال بينهم واستحر القتل في الشراة فترجل عبد الله بن يحيى في ألف فارس فقاتلوا حتى قتلوا جميعا عن آخرهم وانهزم الباقون فتفرقوا في كل وجه .
ولحق من نجا منهم بصنعاء وولوا عليهم حمامة فقال أبو صخر الهذلي .
( قتلنا دُعيساً والذي يكتَني الكُنى ... أبا حمزة الغاوي المضلَّ اليَمانيا ) .
( وَأبرهةَ الكِنديَّ خاضتْ رماحُنا ... وبلْجاً صبحناه الحُتوفَ القَواضيا ) .
( وَما تركت أسيافُنا منذ جُرّدَت ... لمروَانَ جبّاراً على الأرض عاديا ) .
قال المدائني وبعث عبد الملك بن عطية رأس عبد الله بن يحيى مع ابنه يزيد بن عبد الملك إلى مروان