للضراء رجاء ثوابها فنصروا الله وجاهدوا في سبيله وآووا رسول الله ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه وآثروا الله على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة قال الله تعلى لهم ولأمثالهم ولمن اهتدى بهداهم ( ومَنْ يوقَ شُحَّ نفسِه فَأولئك هم المفلحون ) وأنتم أبناؤهم ومن بقي من خلفهم تتركون أن تقتدوا بهم أو تأخذوا بسنتهم عمى القلوب صم الآذان اتبعتم الهوى فأرداكم عن الهدى وأسهاكم فلا مواعظ القرآن تزجركم فتزدجروا ولا تعظكم فتعتبروا ولا توقظكم فتستيقظوا لبئس الخلف أنتم من قوم مضوا قبلكم ما سرتم بسيرتهم ولا حفظتم وصيتهم ولا احتذيتم مثالهم لو شقت عنهم قبورهم فعرضت عليهم أعمالكم فعجبوا كيف صرف العذاب عنكم .
قال ثم لعن أقواما .
خطبة رابعة له .
قال هارون وحدثني داود بن عبد الله بن أبي الكرام وأخرج إليّ خط ابن فضالة النحوي بهذا الخبر أن أبا حمزة بلغه أن أهل المدينة يعيبون أصحابه لحداثة أسنانهم وخفة أحلامهم فبلغه ذلك عنهم فصعد المنبر وعليه كساء غليظ وهو متنكب قوسا عربية فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه وآله ثم قال يا أهل المدينة قد بلغتني مقالتكم في أصحابي ولولا معرفتي بضعف رأيكم وقلة عقولكم لأحسنت أدبكم ويحكم إن رسول الله أنزل عليه الكتاب وبين له فيه السنن وشرع له فيه الشرائع وبين له فيه ما يأتي وما يذر فلم يكن يتقدم إلا بأمر الله ولا يحجم إلا عن أمر الله حتى قبضه الله