فانظروا لأنفسكم واخلعوا من لم يجعل الله له طاعة فإنه لا طاعة لمن عصى الله وادخلوا في السلم وعاونوا أهل الحق فقال له عبد العزيز ما تقول في عثمان قال قد برئ المسلمون منه قبلي وأنا متبع آثارهم ومقتد بهم قال فارجع إلى أصحابك فليس بيننا وبينهم إلا السيف .
فرجع إلى أبي حمزة فأخبره فقال كفوا عنهم ولا تقاتلوهم .
حتى يبدأوكم بالقتال فواقفوهم ولم يقاتلوهم فرمى رجل من أهل المدينة في عسكر أبي حمزة بسهم فجرح رجلا فقال أبو حمزة شأنكم الآن بهم فقد حل قتالهم فحملوا عليهم وثبت بعضهم لبعض وراية قريش مع إبراهيم بن عبد الله بن مطيع .
ثم انكشف أهل المدينة فلم يتبعوهم وكان على مجنبتهم ضمير بن صخر بن أبي الجهم بن حذيفة فكر وكر الناس معه فقاتلوا قليلا ثم انهزموا فلم يبعدوا .
حتى كروا ثالثة وقاتلهم أبو حمزة فهزمهم هزيمة لم تبق منهم باقية فقال له علي بن الحصين أتبع القوم أو دعني أتبعهم فأقتل المدبر واذفف على الجريح فإن هؤلاء أشر علينا من أهل الشأم فلو قد جاؤوك غدا لرأيت من هؤلاء ما تكره فقال لا أفعل ولا أخالف سيرة أسلافنا .
وأخذ جماعة منهم أسراء فأراد إطلاقهم فمنعه علي بن الحصين وقال له إن لأهل كل زمان سيرة وهؤلاء لم يؤسروا وهم هراب وإنما أسروا وهم يقاتلون ولو قتلوا في ذلك الوقت لم يحرم قتلهم وكذلك الآن قتلهم حلال فدعا بهم فكان إذا رأى رجلا من قريش قتله وإذا رأى رجلا من الأنصار أطلقه فأتي بمحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان فنسبه فقال أنا رجل من الأنصار فسأل الأنصار عنه فشهدوا له