إلا القوم قد خرجوا عليهم من الفصل فزعم بعض الناس أن خزاعة دلت أبا حمزة على عورتهم وأدخلوهم عليهم فقتلوهم وكانت المقتلة على قريش وهم كانوا أكثر الناس وفيهم كانت الشوكة فأصيب منهم عدد كثير .
اليمانيون يشمتون بقريش .
قال العباس قال هارون فأخبرني بعض أصحابنا أن رجلا من قريش نظر إلى رجل من أهل اليمن يقول الحمد لله الذي أقر عيني بمقتل قريش فقال له ابنه الحمد لله الذي أذلهم بأيدينا فما كانت قريش تظن أن من نزل على عمان من الأزد عربي قال وكان هذان الرجلان مع أهل المدينة فقال القرشي لإبنه يا بني هلم نبدأ بهذين الرجلين قال نعم يا أبت فحملا عليهما فقتلاهما ثم قال لإبنه أي بني تقدم فقاتلا حتى قتلا .
وقال المدائني القرشي كان عمارة بن حمزة بن مصعب بن الزبير والمتكلم بالكلام مع ابنه رجل من الأنصار .
قال ثم ورد فلال الجيش المدينة وبكى الناس قتلاهم فكانت المرأة تقيم على حميمها النواح فلا تزال المرأة يأتيها الخبر بمقتل حميمها فتنصرف حتى ما يبقى عندها امرأة فأنشدني أبو حمزة هذه الأبيات في قتلى قديد الذين أصيبوا من قومه لبعض أصحابه .
( يالهفَ نفسي ولهفٌ غير نافعةٍ ... على فوارسَ بالبطحاء أنجادِ ) .
( عمروٌ وعمروٌ وعبدُ الله بينَهما ... وابناهما خامسٌ والحارث السادِي )