الرشيد يختاره للجائزة والموالي يزكونه .
أخبرني الحسن بن علي قال أخبرني عيسى بن الحسن الآدمي قال حدثني أحمد بن أبي فنن قال أحضر الرشيد عشرة آلاف دينار من ضرب السنة ففرقها حتى بقيت منها ثلاثة آلاف دينار فقال ائتوني شاعرا أهبها له فوجدوا منصورا النمري ببابه فأدخل إليه فأنشده وكان قبيح الإنشاد فقال له الرشيد أعانك الله على نفسك انصرف فقال يا أمير المؤمنين قد دخلت إليك دخلتين لم تعطني فيهما شيئا وهذه الثالثة ووالله لئن حرمتني لا رفعت رأسي بين الشعراء أبدا .
فضحك الرشيد وقال خذها فأخذها ونظر الرشيد إلى الموالي ينظر بعضهم بعضا فقال كأني قد عرفت ما أردتم إنما أردتم أن تكون هذه الدنانير ليوسف بن الصيقل وكان يوسف منقطعا إلى الموالي ينادمهم ويمدحهم فكانوا يتعصبون له فقالوا إي والله يا أمير المؤمنين فقال هاتوا ثلاثة آلاف دينار فأحضرت فأقبل على يوسف فقال هات أنشدنا فأنشده يوسف .
( تصدَّتْ له يوم الرُّصافَةِ زينبُ ... ) .
فقال له كأنك امتدحتنا فيها فقال أجل والله يا أمير المؤمنين فقال أنت ممن يوثق بنيته ولا تتهم موالاته هات من ملحك ودع المديح فأنشده قوله .
صوت .
( العفوُ يا غَضبانُ ... ما هكذا الخِلاّنُ )