كنا يوما في مجلس يزيد بن محمد المهلبي بسر من رأى فجرى ذكر أبي العبر فجعلوا يذكرون حماقاته وسقوطه فقلت ليزيد كيف كان عندك فقد رأيته فقال ما كان إلا أديبا فاضلا ولكنه رأى الحماقة أنفق وأنفع له فتحامق .
فقلت له أنشدك أبياتا له أنشدنيها فانظر لو أراد دعبل فإنه أهجى أهل زماننا أن يقول في معناها ما قدر على أن يزيد على ما قال قال أنشدنيها فأنشدته قوله .
هجوه قاضيين أعورين .
( رأَيتُ من العجائبِ قاضيَيْن ... هما أُحدوثةٌ في الخافِقَين ) .
( هما اقتسما العمى نصفين فَذًّا ... كما اقتسما قضاءَ الجانِبَيْن ) .
( هما فألُ الزمان بِهُلك يَحيى ... إِذا أفتُتِح القضاء بأعورَين ) .
( وتحسب منهما من هزَّ رأْساً ... لينظر في مواريثٍ وديْن ) .
( كأنك قد جعلتَ عليه دَنَّا ... فتحت بِزالَه من فَردِ عَيْن ) .
فجعل يضحك من قوله ويعجب منه ثم كتب الأبيات .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا محمد بن مهرويه قال حدثني ابن أبي أحمد قال قال لي أبو العبر إذا حدثك إنسان بحديث لا تشتهي أن تسمعه فاشتغل عنه بنتف إبطك حتى يكون هو في عمل وأنت في عمل .
وقال محمد بن داود حدثني أبو عبد الله الدوادي قال