في الدار كلب كبير فأخاف أن يظنني غزالا فيثب علي ويقطعني ويأكلني فقلت له ويحك يا بكر فالحمير أشبه منك بالغزال قم فاشرب إن كنت عطشان وأنت آمن وكان عقله قد فسد من كثرة الشراب .
قال وأنشدني له وقد رأى صديقا له قرأ رقعة من صديق له آخر ثم حرقها .
( لم يقو عندي على تحريق قرطاسي ... إِلا امرؤ قلبه من صخرة قاسي ) .
( إن القراطيس من قلبي بمنزلة ... تحويه كالسمع والعينين في الرأس ) .
ومما يغنى فيه من شعر بكر بن خارجة .
صوت .
( قلبي إلى ما ضرَّني داعي ... يُكْثِر أَحزاني وأوجاعي ) .
( لقَلّ ما أبقَى على ما أرى ... يوشك أن ينعَانِيَ الناعي ) .
( كيفَ احتراسي من عدوِّي إذا ... كان عدوي بين أضلاعي ) .
( أسلمني الحبُّ وأشياعي ... لمَّا سعى بي عندها الساعي ) .
( لمَّا دعاني حبُّها دعوةً ... قلت له لبَّيْك من دَاعِ ) .
الغناء لإبراهيم بن المهدي ثقيل أول وفيه لعبد الله بن العباس هزج جميعا عن الهشامي وقيل إن فيه لحنا لإبن جامع .
وقد ذكر الصولي في أخبار العباس بن الأحنف وشعره أن هذه الأبيات