قال فأنشدتها الجاحظ فقال إن من حق الفتوة أن أكتب هذه الأبيات قائما وما أقدر على ذلك إلا أن تعمدني وقد كان تقوس فعمدته فقام فكتبها قائما .
وقال محمد بن داود بن الجراح في كتاب الشعراء قال لي محمد بن الحجاج كانت الخمر قد أفسدت عقل بكر بن خارجة في آخر عمره وكان يمدح ويهجو بدرهم وبدرهمين ونحو هذا فاطرح وما رأيت قط أحفظ منه لكل شيء حسن ولا أروى منه للشعر .
قال وأنشدني بعض أصحابنا له في حال فساد عقله .
( هبْ لي فديتُك دِرهماً ... أو دِرهمَينِ إِلى الثّلاثَهْ ) .
( إني أحبُّ بني الطفيل ... ولا أحبُّ بَنِي عُلاثَهْ ) .
قال ابن الجراح حدثني محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدثني بعض أصحابنا الكوفيين قال حضرنا دعوة ليحيى بن أبي يوسف القاضي وبتنا عنده فنمت فما أنبهني إلا صياح بكر يستغيث من العطش فقلت له مالك فاشرب فالدار مليئة ماء قال أخاف قلت من أي شيء قال