منوسة الجارية تغني وهو يضيف .
ونسخت من كتاب لإبن البراء حدثني أبي قال عزم محمد بن عبد الله بن طاهر على الصبوح وعنده الحسن بن محمد بن طالوت فقال له محمد كنا نحتاج أن يكون معنا ثالث نأنس به ونلذ في مجاورته فمن ترى أن يكون فقال ابن طالوت لقد خطر ببالي رجل ليس علينا في منادمته ثقل قد خلا من إبرام المجالسين وبرئ من ثقل المؤانسين خفيف الوطأة إذا أدنيته سريع الوثبة إذا أمرته قال من هو قال ماني الموسوس قال ما أسأت الإختيار ثم تقدم إلى صاحب الشرطة بطلبه وإحضاره فما كان بأسرع من أن قبض عليه صاحب الشرطة بربع الكرخ فوافى به باب محمد بن عبد الله فأدخل ونظف وأخذ من شعره وألبس ثيابا نظافا وأدخل على محمد بن عبد الله فلما مثل بين يديه سلم فرد عليه وقال له أما حان لك أن تزورنا مع شوقنا إليك فقال له ماني أعز الله الأمير الشوق شديد والود عتيد والحجاب صعب والبواب فظ ولو تسهل لنا الإذن لسهلت علينا الزيارة فقال له محمد لقد لطفت في الإستئذان وأمره بالجلوس .
فجلس وقد كان أطعم قبل أن يدخل فأتى محمد بن عبد الله بجارية لأحدى بنات المهدي يقال لها منوسة وكان يحب السماع منها وكانت تكثر أن تكون عنده فكان أول ما غنته .
( ولستُ بناسٍ إذ غدوا فتحمَّلوا ... دُموعي على الخدَّينِ من شدّة الوجْدِ ) .
( وقولي وقد زالتْ بعيني حُمولُهمْ ... بواكرُ تُحدَى لا يكنْ آخرَ العهدِ ) .
فقال ماني أيأذن لي الأمير قال في ماذا قال في أستحسان ما