( يشاركُ الطيرَ في النّحيب ولا ... يَشركَنه في النُّحول والْقَضَفِ ) .
( ومُسمِعاتٍ نَهكْنَ أعظُمَهُ ... فهو من الضيم غيرُ منتَصِفِ ) .
( مفتخراتٍ بالجَوْر عُجْباً كما ... يفخر أهلُ السّفاه بالجَنَفِ ) .
( وقهوةٍ من نِتاج قُطْرَبُّلٍ ... تخطَف عقلَ الفتى بلا عُنُفِ ) .
( ترجِعُ شَرخَ الشباب للخَرِفِ ... الفَاني وتُدنى الفتى من الشغف ) .
قال فبينا هو ينشد إذ نظر إلى إمام المسجد الذي كنا بإزائه قد صعد المئذنة ليؤذن فأمسك عن الإنشاد ونظر إليه وكان شيخا ضعيف الجسم والصوت فأذن أذانا ضعيفاً بصوت مرتعش فصعد إليه ماني مسرعا حتى صار معه في رأس الصومعة ثم أخذ بلحيته فصفعه في صلعته صفعة ظننت أنه قد قلع رأسه وجاء لها صوت منكر شديد ثم قال له إذا صعدت المنارة لتؤذن فعطعط ولا تمطمط ثم نزل ومضى يعدو على وجهه .
ولقيت عنتا من عتب الشيخ وشكواه إياي إلى أبي ومشايخ الجيران يقول لهم هذا ابن عمار يجيء بالمجانين فيكتب هذيانهم ويسلطهم على المشايخ فيصفعونهم في الصوامع إذا أذنوا حتى صرت إلى منزله فاعتذرت وحلفت أني إنما أكتب شيئا من شعره وما عرفت ما عمله ولا أحيط به علما