ولما قفل الحارث من الأهواز مر بالمدائن فلقيه الحسين بن محرز المدائني المغني فغناه .
( قد علِم اللُه علا عرشُه ... أَنَّى إلى الحارث مُشتاقُ ) .
فقال له دعني من شوقك إلي وسلني حاجة فإني مبادر فقال له علي دين مائة ألف درهم فقال هي علي وأمر له بها وأصعد .
سار على منهاج إبراهيم بن المهدي .
وكان محمد بن الحارث من أصحاب إبراهيم بن المهدي والمتعصبين له على إسحاق وعن إبراهيم بن المهدي أخذ الغناء ومن بحره استقى وعلى منهاجه جرى .
أخبرني عيسى بن الحسين الوراق عن محمد بن هارون الهاشمي عن هبة الله بن إبراهيم بن المهدي قال كان المأمون قد ألزم أبي رجلا ينقل إليه كل ما يسمعه من لفظ جدا وهزلا شعرا وغناء ثم لم يثق به فألزمه مكانه محمد بن الحارث بن بسخنر فقال له أيها الأمير قل ما شئت واصنع ما أحببت فوالله لا بلغت عنك أبدا إلا ما تحب وطالت صحبته له حتى أمنه وأنس به وكان محمد يغني بالمعزفة فنقله أبي إلى العود وواظب عليه حتى حذقه ثم قال له محمد بن الحارث يوما أنا عبدك وخريجك وصنيعتك فاخصصني بأن أروي عنك صنعتك ففعل وألقى عليه غناءه أجمع فأخذه عنه فما ذهب عليه شيء منه ولا شذ .
وقال العتابي حدثني محمد بن أحمد بن المكي قال حدثني أبي قال