( لم يُعدِني الأحولُ المشومُ وقد ... أبصرَ ما قد صَنَعن في جَسدي ) .
قال فلما جرى هذا بينه وبينها عقد له في قلبها رقة وكانت تتعرض له إذا مر بها واجتاز يوما بفنائها فلم تتوار عنه وأرته أنها لم تره فلما وقف مليا سترت وجهها بخمارها فقال تويت .
( ألا أيها الثارُ الذي ليسَ نائماً ... على تِرةٍ إن مُتَّ من حُبِّها غَدا ) .
( خُذُوا بدمي سُعدى فسعدى مَنِيتُها ... غداةَ النَّقا صادتْ فُؤاداً مُقصَّدا ) .
( بآيةٍ ما ردَّت غداةَ لقِيتُها ... على طَرفِ عَيْنَيها الرداءَ المورَّدا ) .
قال ابن شبيب ولقيها راحلة نحو مكة حاجة فأخذ بخطام بعيرها وقال .
( قل للتي بكرتْ تريد رَحيلا ... للحجّ إذ وجدتْ إليهِ سبيلا ) .
( ما تصنعين بحَجَّةٍ أو عُمْرةٍ ... لا تُقْبَلانِ وقد قَتلتِ قَتيلا ) .
( أَحيِي قتيلَكِ ثم حُجّي وانسكي ... فيكون حجُّكِ طاهراً مَقبولا ) .
فقالت له أرسل الخطام خيبك الله وقبحك فأرسله وسارت .
هجا زوج سعدى يحيى بن أبي حفصة .
قال عبد الله بن شبيب ثم تزوجها أبو الجنوب يحيى بن أبي حفصة فحجبها وانقطع ما كان بينها وبين تويت فطفق يهجو يحيى فقال .
( عَناءٌ سِيقَ للقلب الطروبِ ... فقد حُجِبتْ معذِّبةُ القُلوبِ ) .
( أقول وقد عرفتُ لها محَلاًّ ... ففاضت عبرةُ العينِ السَّكوبِ )