كان في جوار أبان بن عبد الحميد رجل من ثقيف يقال له محمد بن خالد وكان عدوا لأبان فتزوج بعمارة بنت عبد الوهاب الثقفي وهي أخت عبد المجيد الذي كان ابن مناذر يهواه ورثاه وهي مولاة جنان التي يشبب بها أبو نواس ويقول فيها .
( خرجتْ تشهدُ الزفافَ جِنانٌ ... فاستمالت بحُسنها النَّظَّارهْ ) .
( قال أهلُ العَروس لما رأوْها ... ما دهانا بها سِوى عمَّارهْ ) .
قال وكانت موسرة فقال أبان بن عبد الحميد يهجوه ويحذرها منه .
( لمّا رأَيت البَزَّ والشارهْ ... والفرشَ قد ضاقتْ به الحارهْ ) .
( واللوزَ والسكّرَ يُرمَى به ... من فوق ذي الدار وذي الدارهْ ) .
( وأحضروا المُلهِين لم يتركوا ... طبلاً ولا صاحبَ زَمّارهْ ) .
( قلت لماذا قيل أعجوبةٌ ... محمد زُوِّج عَمَّارهْ ) .
( لا عمَّرَ اللُه بها بيتَه ... ولا رأته مُدرِكاً ثارَهْ ) .
( ماذا رأتْ فيه وماذا رجَتْ ... وهي من النِّسوان مُخْتارهْ ) .
( أسودَ كالسّفُّود يُنسَى لدى التَّنُّور ... بل محراكُ قّيَّارهْ ) .
( يُجرِي على أولاده خمسةً ... أرغفةً كالريش طيَّارهْ ) .
( وأهله في الأرض من خَوفه ... إن أفرطوا في الأكل سيَّارهْ ) .
( ويحكِ فِرِّي وأعصي ذاكَ بي ... فهذه أختُك فرَّارهْ )