( وأضحى نجيُّ الفِكر بعدَ فراقه ... إذا همَّ بالإِفصاح مَنْطقِه كَظْمُ ) .
وذكر ابن المسيب أن جماعة تذاكروا لما قبض الموفق على سليمان بن وهب وابنه عبد الله أنه إنما استكتبهما ليقف منهما على ذخائر موسى بن بغا وودائعه فلما استقصى ذلك نكبهما لكثرة مالهما فقال ابن الرومي وكان حاضرا .
( ألم ترَ أن المالَ يُتلِف ربَّه ... إذا جمَّ آتِيه وسُدَّ طريقُه ) .
( ومَن جاور الماء الغزير مَجمُّه ... وسُدّ مفيضُ الماء فهو غَريقُه ) .
ومات سليمان بن وهب في محبسه وهو مطالب فرثاه جماعة من الشعراء فممن جود في مرثيته البحتري حيث يقول .
( هذا سليمان بنُ وهبٍ بعدما ... طالتْ مساعيه النجومَ سمُوكَا ) .
( وتنصَّف الدنيا يُدبِّر أمرَها ... سبعين حولاً قد تَمَمْن دكيكا ) .
( أغْرت به الأقدارُ بَغْتَ مُلِمَّةٌ ... ما كان رسُّ حديثِها مأفوكا ) .
( أبلغ عُبَيدَ الله بارعَ مَذْحِجٍ ... شرفاً ومُعطى فَضْلَها تَمليكا ) .
( ومتى وجدتَ الناس إلا تاركاً ... لحميمه في التُّرب أو مَتروكا )