كان سليمان بن وهب وهو حدث يتعشق إبراهيم بن سوار بن شداد بن ميمون وكان من أحسن الناس وجها وأملحهم أدبا وظرفا وكان إبراهيم هذا يتعشق جاريةً مُغنّية يقال لها رُخاص فاجتمعوا يوماً فسكر إبراهيم ونام فرأت رخاص سليمان يقبله فلما انتبه لامته وقالت كيف أصفو لك وقد رأيت سليمان يقبلك فهجره إبراهيم فكتب إليه سليمان .
( قل للذي ليس لي مِن ... جوَى هواه خَلاصُ ) .
( أَئِنْ لثمتُك سرَّاً ... وأبصرتْني رُخاصُ ) .
( وقال لي ذاكَ قوم ... على اغتيابي حِراصُ ) .
( هجَرتَني وأَتَتنْي ... شَتيمةٌ وانتقاصُ ) .
( وَسرَّ ذَاك أُناساً ... لهم علينا اختِرَاصُ ) .
( فهاكَ فاقتصَّ منّي ... إنّ الجُروحَ قِصاصُ ) .
وأهدي سليمان إلى رخاص هدايا كثيرة فكانوا بعد ذلك يتناوبون يوما عند سليمان ويوما عند إبراهيم ويوما عند رخاص .
مساجلة بينه وبين أحد أصحابه .
أخبرني الصولي عن أحمد بن الخصيب قال حضرت سليمان بن وهب وقد جاءته رقعة من بعض من وعده أن يصرّفه من أصحابه وفيها .
( هَبني رضيتُ منكَ بالقليل ... أكانَ في التأويل والتنزيلِ ) .
( أو خبرٍ جاء عن الرّسول ... أو حُجةٍ في فِطَر العقولِ ) .
( مستحسَنٌ من رجل جليلِ ... عالٍ له حظُّ من الجميلِ ) .
( ينقصُ ما أشاع بالتطويل ... والقول دونَ الفعل بالتحصيل )