وأنشدني الأخفش للعطوي أيضا يرثي أحمد بن أبي دواد قال .
( وليس صريرُ النمش ما تسمعونَه ... ولكنه أصلابُ قومٍ تقَصَّفُ ) .
( وليسَ نسيمُ المسك ريّا حَنُوطِه ... ولكنّه ذاكَ الثناءُ المُخَلَّفُ ) .
فاق جميع نظرائه .
وذكر محمد بن داود في كتاب الشعراء فقال كان له فن من الشعر لم يسبق إليه ذهب فيه إلى مذهب أصحاب الكلام ففاق جميع نظرائه وخف شعره على كل لسان وروي واستعمله الكتاب واحتذوا معانيه وجعلوه إماما .
قال ابن داود وحدثني المبرد قال كان العطوي وهو عندنا بالبصرة لا ينطق بالشعر ثم ورد علينا شعره لما صار إلى سر من رأى وكنا نتهاداه وكان مقترا عليه رزقه دفرا وسخا منهوما بالنبيذ وله فيه في وصف الصبوح وذكر الندامى والمجالس أحسن قول وليس له قول يسقط فمن ذلك قوله .
( فِيئي إلى أهدى السُّبلْ ... قولاً وعلماً وعَمَلْ ) .
( قاتلها اللُه لقدْ ... سامتكُما إحدى العُضَل ) .
( تقول هلا رِحلَة ... تنقُلُنا خيرَ نُقَل ) .
( أخشى على جائلةِ الآمالِ ... جوّالَ الأجَلْ ) .
يأخذ قولا لعمر بن الخطاب ويحوله إلى شعر .
أخبرني علي بن سليمان الأخفش قال حدثني محمد بن يزيد قال سمع العطوي رجلا يحدث أن رجلا قال لعمر بن الخطاب إن فلانا قد