( واستَودَعَتْ نشرَها الديارُ فما ... تَزدادُ طيباً إلا على القِدَم ) .
أخبرني الحسن بن يحيى عن حماد بن إسحاق قال .
رأيت محمد بن عبد الله البواب وقد جاء إلى أبي مسلما فاحتبسه ورأيته وهو شيخ كبير وكان ضخما طويلا عظيم الساقين كأنهما دنان وكان يشد في ساقيه خرزا أسود لئلا تصيبهما العين .
مدح أبا دلف بعد أن أملق فوهبه مالا .
وقال محمد بن القاسم أملق عبد الله بن محمد البواب حين جفاه الخليفة وعلت سنه عن الخدمة فرحل إلى أبي دلف القاسم بن عيسى ومدحه بقصيدة مهوب له ثلاثين ألف درهم وعاد بها إلى بغداد فما نفدت حتى مات وهي قوله .
( طرقتْك صائدةُ القلوبِ رَبابُ ... ونأَتْ فليس لها إليك مآبُ ) .
( وتصرَّمتْ منها العهودُ وغُلِّقتْ ... من دون نيلِ طِلابِها الأبوابُ ) .
( فَلأَصِدفنَّ عن الهوى وطِلابِه ... فالحبُّ فيه بَلِيَّةٌ وعذَابُ ) .
( وأخصُّ بالمدح المهذَّب سيِّداً ... نفحاتُه للمُجْتدين رغابُ ) .
( وإلى أبي دلف رحلْتُ مطِّيتي ... قد شفَّها الإِرقالُ والإِتعابُ )