قال أبوالفياض وكان أبو شراعة صديق السدري فدعا يوما إخوانه وأغفل أبا شراعة فمر به الرياشي .
فقال يا أبا شراعة ألست عند السدري معنا فقال لم يدعنا .
ومر به جماعة من إخوانه فسألوه عن مثل ذلك ومر به عيسى بن أبي حرب الصفار وكان ممن دعي فجلس وحلف ألا يبرح حتى يأتيه السدري فيعتذر إليه ويدعوه فقال أبو شراعة .
( أَيْر حمارٍ في حِرِ أمِّ شِعري ... وخُصيتاه في حِر أمِّ قَدْرِي ) .
( إن أنا لم أشْفَعْهما بِوَفرِ ... لو كنتُ ذا وفرٍ دعاني السِّدْري ) .
( أو كان من همّ هشامٍ أمري ... أو راح إبراهيمُ يُطري ذِكري ) .
( وابن الرياشي الضعيفُ الأمر ... يخاف إِن أردَفَ ألاَّ يَجري ) .
( وانتَ يا عِيسى سقاكََ المُسْري ... نعمَ صديقُ عُسرةٍ ويُسرِ ) .
قال أبو الفياض سقطت دارنا بالبصرة فعوتب أبي علي بنائها وقيل له استعن بإخوانك إن عجزت عنه فقال .
( تلوم ابنةُ البكريِّ حين أؤوبها ... هَزيلاً وبعض الآئبين سَمينُ ) .
( وقالتْ لحاكَ الله تستحسنُ العَرا ... عن الدار إنَّ النائباتِ فُنُونُ ) .
( وحولك إخوانٌ كرامٌ لهمْ غِنًى ... فقلت لإخواني الكرامُ عُيونُ ) .
( ذَريني أَمُتْ قبل احتلالِ محلَّةٍ ... لها في وُجوه السائلين غُضونُ ) .
( سأفدَي بمالي ماءَ وجهيَ إِنني ... بما فيه من ماءِ الحياء ضَنِينُ )