( لقد كنتَ منّي في غَدير وروضة ... وفي عَسل جَمٍّ وما شئتَ من خمرِ ) .
( وما كنتُ منَّاناً ولكنْ كَفرتْني ... وأظهرتَ لي ذمًّا فأظهرتُ من عذري ) .
( لعَمْري لقد أُعطِيتَ ما لستَ أهلَه ... ولا أهلَ ما يُلْقَى على ضِفَّة الجِسْرِ ) .
فبلغت أبياتهما نصيبا فشمت بالربيع وقال فيه هذه القصيدة .
( رضيتُكما حِرصاً وَمنعاً ولم يكن ... يَهيجُكما إلا الحقيرُ من الأمر ) .
( متى يجتمعْ يوما حريصٌ ومانع ... فليس إلى حمدٍ سبيلٌ ولا أجرِ ) .
( أحارِ بن كعبٍ إن عبساً تغَلغلَتْ ... إلى السير من نَجران في طلب التَّمْرِ ) .
( فكيف ترى عبساً وعبسٌ حريصةٌ ... إذا طمِعَتْ في التَّمر من ذلك العُبْر ) .
( لقد كُنتما في التَّمر لله أنتُما ... شبيهيْن بالمُلقى على ضِفِّة الجِسرِ ) .
أخبرني علي بن سليمان الأخفش قال حدثنا محمد بن يزيد النحوي قال حدثت من غير وجه أن النصيب دخل على الفضل بن يحيى بن خالد مسلما فوجد عنده جماعة من الشعراء قد امتدحوه فهم ينشدونه ويأمر لهم بالجوائز ولم يكن امتدحه ولا أعد له شيئا .
فلما فرغوا وكان يروي قولا في نفسه استأذن في الإنشاد ثم أنشد قصيدته التي أولها قوله .
يشبب بمية ثم يمدح الفضل بن يحيى .
( طرقتْك ميَّةُ والمزار شَطِيب ... وتُثيبكَ الهجرانَ وهْي قريبُ ) .
( لله ميةُ خُلَّةً لو أنها ... تجزي الوِداد بوُدِّها وتُثيبُ )