عروساً قد هديت إلى زوجها فولي ذلك منها سفهاؤهم وأحداثهم فسار إليهم من كان يليهم من الأعاجم فانحازت إياد إلى العراق وجعلوا يعبرون إبلهم في القراقير ويقطعون بها الفرات وجعل راجزهم يقول .
( بئس مناخُ الحلَقات الدُّهْم ... في ساحة القُرقور وسط اليَمِّ ) .
وعبروا الفرات وتبعهم الأعاجم فقالت كاهنة من إياد تسجع لهم .
( إن يقتلوا منكم غلاماً سِلْما ... أو يأخذوا ذاك شَيخاً هِمَّا ) .
( تُخضِّبوا نحورَهم دَمَّا ... وتُرووا منهم سُيوفاً ظُمّا ) .
فخرج غلام منهم يقال له ثواب بن محجن بإبل لأبيه فلقيته الأعاجم فقتلوه وأخذوا الإبل ولقيتهم إياد في آخر النهار فهزمت الأعاجم .
قال وحدثني بعض أهل العلم أن إيادا بيتت ذلك الجمع حين عبروا شط الفرات الغربي فلم يفلت منهم إلا القليل وجمعوا به جماجمهم وأجسادهم فكانت كالتل العظيم و كان إلى جانبهم دير فسمي دير الجماجم و بلغ كسرى الخبر فبعث مالك بن حارثة أحد بني كعب بن زهير بن جشم في آثارهم ووجه معه أربعة آلاف من الأساورة فكتب إليهم لقيط .
( يا دارَ عمرةَ من مُحتلّها الجَزَعا ... هاجتْ لي الهَّم والأحزانَ والوجعا )