فقال لا بساط إلا عفوك قال اذهب حيث شئت .
أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدثنا أحمد بن الهيثم بن فراس قال حدثنا العمري عن الهيثم بن عدي عن ابن عياش قال .
كان حوشب بن يزيد بن الحويرث بن رويم الشيباني وعكرمة بن ربعي البكري يتنازعان الشرف ويتباريان في إطعام الطعام ونحر الجزر في عسكر مصعب وكاد حوشب يغلب عكرمة لسعة يده قال وقدم عبد العزيز بن يسار مولى بجير قال وهو زوج أم شعبة الفقيه بسفائن دقيق فأتاه عكرمة فقال له الله الله في قد كاد حوشب أن يستعليني ويغلبني بماله فبعني هذا الدقيق بتأخير ولك فيه مثل ثمنه ربحاً فقال خذه وأعطاه إياه فدفعه إلى قومه وفرقه بينهم وأمرهم بعجنه كله فعجنوه كله ثم جاء بالعجين كله فجمعه في هوة عظيمة وأمر به فغطي بالحشيش وجاء برمكة فقربوها إلى فرس حوشب حتى طلبها وأفلت ثم ركضوها بين يديه وهو يتبعها حتى ألقوها في ذلك العجين وتبعها الفرس حتى تورطا في العجين وبقيا فيه جميعاً وخرج قوم عكرمة يصيحون في العسكر يا معشر المسلمين أدركوا فرس حوشب فقد غرق في خميرة عكرمة فخرج الناس تعجباً من ذلك أن تكون خميرة يغرق فيها فرس فلم يبق في العسكر أحد إلا ركب ينظر وجاؤوا إلى الفرس وهو غريق في العجين ما يبين منه إلا رأسه وعنقه فما أخرج إلا بالعمد والحبال وغلب عليه عكرمة وافتضح حوشب فقال العديل بن الفرخ يمدحهما ويفخر بهما .
( وعكرِمةُ الفيّاض فينا وَحوشَبٌ ... هما فتيا الناسِ اللَّذا لم يغمَّرا )