بالجحفة فأتيتها فقلت يا أمتاه استمعي مني فقالت لها يا أمه فاستمعي من عمي ما يلقيه إليك فقالت حياك الله هيه هل من جائية خبر قلت أهذه ابنتك قالت كذا كان يقول أبوها قلت أفتزوجينها قالت ألعلة رغبت فيها فما هي و الله من عندها جمال ولا لها مال قلت لحلاوة لسانها و حسن عقلها فقالت أينا أملك بها أنا أم هي بنفسها قلت بل هي بنفسها قالت فإياها فخاطب فقلت لعلها أن تستحي من الجواب في مثل هذا فقالت ما ذاك عندها أنا أخبر بها فقلت يا جارية أما تستمعين ما تقول أمك قال قد سمعت قلت فما عندك قالت أو ليس حسبك أن قلت إني أستحي من الجواب في مثل هذا فإن كنت أستحي في شيء فلم أفعله أتريد أن تكون الأعلى وأكون بساطك لا والله لا يشد علي رجل حواءه وأنا أجد مذقة لبن أو بقلة ألين بها معاي قال فورد والله علي أعجب كلام على وجه الأرض فقلت أو أتزوجك و الإذن فيه إليك وأعطي الله عهدا أني لا أقربك أبدا إلا عن إرادتك قالت إذا و الله لا تكون لي في هذا إرادة أبدا ولا بعد الأبد إن كان بعده بعد فقلت فقد رضيت بذلك فتزوجتها وحملتها وأمها معي إلى العراق وأقامت معي نحوا من ثلاثين سنة ما ضممت عليها حواي قط و كانت قد علقت من أغاني المدينة أصواتا كثيرة فكانت ربما ترنمت بها فأشتهيها فقلت دعيني من أغانيك هذه فإنها تبعثني على الدنو منك قال فما سمعتها رافعة صوتها بغناء بعد ذلك حتى فارقت الدنيا وإن أمها عندي حتى الساعة فقلت ما ادري متى دار في سمعي حديث امرأة أعجب من حديث هذه