أحرق في أخدود .
قال وغدوا به ليقتلوه فلما رأته امرأة كانت بينها وبينه مودة ثم فسدت ضحكت به شماتة فنظر إليها و قال .
( فإن تضحكي مني فيا رُبَّ ليلةٍ ... تركتُك فيها كالبقاء المفرَّج ) .
فلما قدم ليقتل قال .
( شُدُّوا وثاق العبد لا يُفْلتكُم ... إن الحياة من الممات قريبُ ) .
( فلقد تحَّدر من جبين فتاتكم ... عرقٌ على متْن الفراش وَ طِيبُ ) .
قال وقدم فقتل و ذكر ابن دأب أنه حفر له أخدود وألقي فيه وألقي عليه الحطب فأحرق .
أخبرني محمد بن مزيد بن أبي الأزهر قال حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه عن المدائني عن أبي بكر الهذلي قال كان عبد بني الحسحاس يسمى حية وكان لسيده بنت بكر فأعجبها فأمرته أن يتمارض ففعل وعصب رأسه فقالت للشيخ أسرح أيها الرجل إبلك ولا تكلها إلى العبد فكان فيها أياما ثم قال له كيف تجدك قال صالحا قال فرح في إبلك العشية فراح فيها فقالت الجارية لأبيها ما أحسبك إلا قد ضيعت إبلك العشية أن وكلتها إلى حية فخرج في آثار إبله فوجده مستلقيا في ظل شجرة وهو يقول .
( يارُبَّ شجوٍ لك في الحاضر ... تذْكُرها وأنتَ في الصادر ) .
( من كل حمراءَ جُمَاليَّةٍ ... طَيّبةِ القادم و الآخر )