( إذاً لعَصيتُهم في حبّ سلْمَى ... على ما كان من حَسَكِ الصدورِ ) .
( فيا للنّاسِ كيف غُلِبْتُ أمري ... على شيءٍ ويكرهُهُ ضمِيري ) .
قال إسحاق وحدثني الواقدي قال حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال .
لما غزا النبي بني النضير وأجلاهم عن المدينة خرجوا يريدون خيبر يضربون بدفوف ويزمرون بالمزامير وعلى النساء المعصفرات وحلي الذهب مظهرين لذلك تجلدا ومرت في الظعن يومئذ سلمى امرأة عروة بن الورد العبسي وكان عروة حليفا في بني عمرو بن عوف وكانت سلمى من بني غفار فسباها عروة من قومها وكانت ذات جمال فولدت له أولادا وكان شديد الحب لها وكان ولده يعيرون بأمهم ويسمون بني الأخيذة أي السبية فقالت ألا ترى ولدك يعيرون قال فماذا ترين قالت أرى أن تردني إلى قومي حتى يكونوا هم الذين يزوجونك فأنعم لها فأرسلت إلى قومها أن القوه بالخمر ثم أتركوه حتى يسكر ويثمل فإنه لا يسأل حينئذ شيئا إلا أعطاه فلقوه وقد نزل في بني النضير فسقوه الخمر فلما سكر سألوه سلمى فردها عليهم ثم أنكحوه بعد .
ويقال إنما جاء بها إلى بني النضير وكان صعلوكا يغير فسقوه الخمر فلما انتشى منعوه ولا شيء معه إلا هي فرهنها ولم يزل يشرب حتى غلقت فلما قال لها انطلقي قالت لا سبيل إلى ذلك قد أغلقتني فبهذا صارت عند بني النضير .
فقال في ذلك