الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري فلقيهما طويس فقال لهما بأبي أنتما وأمي عرجا إلى منزلي فقال يزيد لسعيد مل بنا مع أبي عبد النعيم فقال سعيد أين تذهب مع هذا المخنث فقال يزيد إنما هو منزل ساعة فمالا واحتمل طويس الكلام على سعيد فأتيا منزله فإذا هو قد نضحه ونصعه فأتاهما بفاكهة من فاكهة الماء ثم قال سعيد لو أسمعتنا يا أبا عبد النعيم فتناول خريطة فاستخرج منها دفا ثم نقره وقال .
( يا خَليلي نابَنِي سُهُدِي ... لم تَنَمْ عيني ولم تَكَدِ ) .
( فشَرابي ما أُسِيغُ وما ... أَشْتكِي ما بي إلى أحدِ ) .
( كيف تَلْحُوني على رجلٍ ... آنسٍ تلتذُّه كبِدي ) .
( مثلُ ضوءِ البدر صورتُّهُ ... ليس بالزُّمَّيْلَةِ النَّكِدِ ) .
( من بني آل المُغِيرة لا ... خاملٍ نِكْسٍ ولا جَحَدِ ) .
( نظرتُ يوماً فلا نظرتْ ... بعدَه عيني إلى أحدِ ) .
ثم ضرب بالدف الأرض فقال سعيد ما رأيت كاليوم قط شعرا أجود ولا غناء أحسن منه فقال له طويس يابن الحسام أتدري من يقوله قال لا قال قالته عمتك خولة بنت ثابت تشبب بعمارة بن الوليد بن المغيرة المخزومي فخرج سعيد وهو يقول ما رأيت كاليوم قط مثل ما استقبلني به هذا المخنث والله لا يفلتني فقال يزيد دع هذا وأمته ولا ترفع به رأسا .
قال أبو الفرج الأصبهاني هذه الأبيات فيما ذكر الحرمي بن أبي العلاء عن الزبير بن بكار لابن زهير المخنث