يريدك لخير و إنما يريدك لأنه بلغه انك سكران فطمع فيك أن يقسم عليك فتطلقني فنم مكانك ولا تمض إليه فأبى وعصاها فتعلقت بثوبه فضربها بمسواك فأرسلته و كان في يدها زعفران فأثر في ثوبه مكان يدها و مضى إلى أبيه فعادوه في أمرها وأنبه و ضعفه و جمع عليه مشيخة الحي وفتيانهم فتناولوه بألسنتهم و عيروه بشغفه بها و ضعف حزمه و لم يزالوا به حتى طلقها فلما اصبح خبر بذلك و قد علمت به هند فاحتجبت عنه و عادت إلى أبيها فأسف عليها أسفا شديدا فلما رجعت إلى أبيها خطبها رجل من بني نمير فزوجها أبوها منه فبنى بها عندهم و أخرجها إلى بلده فلم يزل عبد الله بن العجلان دنفا سقيما يقول فيها الشعر ويبكيها حتى مات أسفا عليها و عرضوا عليه فتيات الحي جميعا فلم يقبل واحدة منهن و قال في طلاقه إياها .
( فارقتُ هنداً طائعاً ... فندمت عندَ فراقِها ) .
( فالعينُ تذْرِي دمعةً ... كالدُّر من آماقها ) .
( متحلَّياً فوق الرداء ... يجول من رَقْرَاقها ) .
( خَوْدُ رَداحُ طَفْلَةٌ ... ما الفحش من أخلاقها ) .
و لقد ألَذٌّ حديثَها ... و أُسَرُّ عند عناقها )