وكان وَعلة الجرمي وابنه الحارث من فرسان قضاعة و أنجادها و أعلامها وشعرائها وشهد وعلة الكلاب الثاني فأفلت بعد أن أدركه قيس بن عاصم المنقري و طلبه فقاته ركضا و عدوا و خبره يذكر بعد هذا في موضعه أن شاء الله تعالى .
فأخبرني عمي قال حدثني الكراني قال حدثنا العمري عن العتبي قال .
كتب عبد الرحمن بن محمد بن الاشعث إلى الحجاج متبدئا أما بعد فإن مثلي و مثلك كما قال القائل .
( سائلْ مُجاورَ جَرمْ هل جنيتُ لها ... حَرْبا تفرقّ بين الجِيرة الخُلُطِ ) .
( أم هل دلفتُ بجرُّار له لَجبُ ... يَغشَى الأماعيزَ بين السَّهل و الفُرُط ) .
والشعر لوعلة الجرمي هذا مثلي و مثلك فسأحملك على أصبعه وأريحك من مركبه .
فكتب الحجاج بذلك إلى عبد الملك فكتب إليه جوابه أما بعد فإني قد أجبت عدو الرحمن بلا حول ولا قوة إلا بالله و لعمر الله لقد صدق و خلع سلطان الله بيمينه و طاعته بشماله و خرج من الدين عريانا كما ولدته أمه .
ثم لم يصبر عبد الملك على أن يدع جوابه بشعر فقال وعلى أن مثلي و مثله ما قال الآخر