مليحا وكان حسن الوجه لا عيب في جماله إلا انه كان متغير النكهة وكانت شديدة الغلمة لا تحرم أحدا ولا تكرهه من حد الكهول إلى الطفل حتى تعلقت شابا يعرف بأبي كرب بن أبي الخطاب مشرط الوجه أفطس قبيحا شديد الأدمة فقيل لها أي شيْ رأيت في أبي كرب فقالت قد تمتعت بكل جنس من الرجال إلا السودان فان نفسي تبشعهم وهذا بين الأسود والابيض وبيته فارغ لما أريد وهو صفعاني إذا أردت ووكيلي إذا أردت قال وكان لها غلام يضرب عليها يقال له علي ويلقب ظئر عبيدة فكانت إذا خلت في البيت وشبقت اعتمدت عليه وقالت هو بمنزلة بغل الطحان يصلح للحمل والطحن والركوب .
وكان عمروبن بانة إذا حصل عنده إخوان له يدعوها لهم تغنيهم مع جواريه وإنما عرفها من داري لانه بعث يدعوني فدخل غلامه قرآها عندي فوصفها له فكتب إلي يسألني أن أجيئه بها معي ففعلت وكان عنده محمد بن عمرو بن مسعدة والحارث بن جمعة والحسن بن سليمان البرقي وهارون بن احمد بن هشام فعدلوا كلهم إلى استماع غنائها والاقتراح له والإقبال عليه ومال إليها جواريه وما خرجت إلا وقد عقدت بين الجماعة مودة وكان جواري عمرو بن بانة يشتقن إليها فيسألنه أن يدعوها فيقول لهن ابعثن إلى علي حتى يبعث بها إليكن فإنه يميل إليها وهو