كان أبو محمد يعني أبي C إسحاق بن إبراهيم الموصلي يألفني ويدعوني ويعاشرني فجاء يوما إلى أبي الحسن إسحاق بن إبراهيم فلم يصادفه فرجع ومر بي وأنا مشرف من جناح لي فوقف وسلم علي وأخبرني بقصته وقال هل تنشط اليوم للميسر إلي فقلت له ما على الأرض شيء احب إلي من ذلك ولكني أخبرك بقصتي ولا أكتمك .
فقال هاتها فقلت عندي اليوم محمد بن عمرو بن مسعدة وهارون بن احمد بن هشام وقد دعونا عبيدة الطنبورية وهي حاضرة والساعة يجيء الرجلان فامض في حفظ الله فإني أجلس معهم حتى تنتظم أمورهم و أروح إليك فقال لي فهلا عرضت علي المقام عندك فقلت له لو علمت أن ذلك مما تنشط له و الله لرغبت إليك فيه فإن تفضلت بذلك كان اعظم لمئتك فقال أفعل فإني قد كنت أشتهي أن أسمع عبيدة ولكن لي عليك شريطة قلت هاتها قال إنها أن عرفتني وسألتموني أن اغني بحضرتها لم يخف عليها أمري وانقطعت فلم تصنع شيئا فدعوها على جبلتها فقلت إفعل ما أمرت به فنزل ورد دابته وعرفت صاحبي ما جرى فكتماها آمره وأكلنا ما حضر وقدم النبيذ فغنت لحنا لها تقول .
( قريبُ غيرُ مقتربِ ... ومؤتلِفُ كمجتنِبِ ) .
( له وُدَّي ولي منه ... داوعي الهم والكُرَب ) .
( أواصلُه على سَببٍ ... ويهجُرني بلا سبب ) .
( وَيظلمُني على ثقةٍ ... بإنّ إليهِ مُنْقَلَبي ) .
فطرب إسحاق وشرب نصفا ثم غنت وشرب نصفا ولم يزل