يوما أني دخلت على قبيحة فوجدتها قد كتبت اسمي على خدها بغالية فلا و الله ما رأيت شيئا احسن من سواد تلك الغالية على بياض ذلك الخد فقل في هذا شيئا قال وكانت محبوبة حاضرة للكلام من وراء الستر وكان عبد الله بن طاهر أهداها في جملة أربعمائة وصيفة الى المتوكل قال فدعا علي بن الجهم بدواة فإلى أن أتوه بها وابتدأ يفكر قالت محبوبة على البديهة من غير فكر ولا روية .
( وكاتبةٍ بالمسك في الخدِّ جعفَرا ... بنفسي فخطُّ المسكِ من حيث أثَّرَا ) .
( لئن كتبتْ في الخد سطراً بكَفِّها ... لقد أودعتْ قلبي من الحبِّ أسطرَا ) .
( فيا مَنْ لمملوك لِملكِ يمينه ... مطيعٍ له فيما أسرَّ وأظهرَا ) .
( ويا من مناها في السريرةِ جعفرُ ... سقى الله من سُقيا ثَناياك جعفرَا ) .
قال وبقي علي بن الجهم واجما لا ينطق بحرف وأمر المتوكل بالأبيات فبعث بها إلى عريب أمر أن تغني فيها قال علي بن يحيى قال علي بن الجهم بعد ذلك تحيرت والله وتقلبت خواطري فو الله ما قدرت على حرف واحد أقوله .
شعرها في تفاحة .
أخبرني جعفر بن قدامة قال حدثني ابن خرداذبه قال حدثني علي بن الجهم قال كنت يوما عند المتوكل وهو يشرب ونحن بين يديه