كان إبراهيم بن المدبر صديق أبي الصقر إسماعيل بن بلبل فلم يرض فعله لما نكب ولا نيابته عنه فقال فيه .
( لا تطِل عذلي عناء ... إن في العذل بلاءَ ) .
( لست أبكي بطن مرِّ ... فكديَّا فكَداء ) .
( إنما أبكي خليلا ... خانَ في الود الصفاءَ ) .
( يا أبا الصقر سقاك الله ... تَهتانا رواءَ ) .
( و أدام الله نُعماَك ... ومَلاَّك البقاءَ ) .
( لِمْ تجاهَلتَ وِدادِي ... وتناسيتَ الإخاءَ ) .
( كنت بَرَّاً فعلى رأسي ... تعلَّمت الجفاءَ ) .
( لا تميلَّن مع الريح ... إذا هبَّتْ رُخاء ) .
( ربَّما هَبِّتْ عقيما ... تترك الدنيا هَبَاءَ ) .
اخبرني علي بن العباس قال حدثني أبي قال .
كنت عند إبراهيم بن المدبر وزارته عريب فقال لها رأيت البارحة في النوم أبا العبيس وقد غنى في هذا الشعر وأنت تراسلينه فيه .
( يا خليليِّ أرِقْنا حَزَنَا ... لسَنا بَرقٍ تبدَّى مَوْهنا ) .
وكأني أجزته بهذا البيت وسألتكما أن تضيفاه إلى الأول .
( وجلا عن وجهِ دعدٍ مَوْهِنا ... عجباٍ منه سَناٍ أبدى سَناَ )