وكتبت إليه وقد عتبت عليه في شيء بلغها عنه .
وهب الله لنا بقاءك ممتعا بالنعم ما زلت أمس في ذكرك فمرة بمدحك ومرة بشكرك ومرة بأكلك وذكرك بما فيك لونا لونا اجحد ذنبك الآن وهات حجج الكتاب ونفاقهم فأما خبرنا أمس فإما شربنا من فضلة نبيذك على تذكارك رطلا رطلا وقد رفعنا حسباننا إليك فأرفع حسبانك إلينا وخبرنا من زارك أمس وألهاك وأي شيء كانت القصة على جهتها ولا تخطرف فتحوجنا إلى كشفك والبحث عنك وعن حالك وقل الحق فمن صدق نجا وما أحوجك إلى تأديب فإنك لا تحسن أن تؤدبه والحق أقول إنه يعتريك كزاز شديد يجوز حد البرد .
وكفاك بهذا من قولي عقوبة وإن عدت سمعت أكثر من هذا والسلام .
حدثني عمي قال حدثني محمد بن داود قال .
كان عيسى بن إبراهيم النصراني المكنى أبا الخير كاتب سعيد بن صالح يسعى على إبراهيم بن المدبر في أيام نكبته فلما زالت ومات سعيد نكب عيسى بن إبراهيم وحبس ونهبت داره فقال فيه إبراهيم بن المدبر .
( قل لأبي الشرِّ إنْ مررتَ به ... مقالةً عُرِيِّتْ من اللَّبَس ) .
( ألبَسكَ اللهُ من قوارعه ... آخذةً بالخُنَاق والنَّفَس ) .
( لا زلتَ يا بن البظراء مرتهنَا ... في شرِّ حال وضيقِ محتَبَس ) .
( أقول لما رأيتُ منزله ... منتَهباً خالياً من الأنَسِ )