زارتني عريب يوما ومعها عدة من جواريها فوافتنا ونحن على شرابنا فتحدثت معنا ساعة وسألتها أن تقيم عندنا فأبت وقالت قد وعدت جماعة من أهل الأدب والظرف أن أصير إليهم وهم في جزيرة المربد منهم إبراهيم بن المدبر وسعيد بن حميد ويحيى بن عيسى بن منارة فحلفت عليها فأقامت ودعت بدواة وقرطاس وكتبت إليهم سطرا واحدا ( بسم الله الرحمن الرحيم ) أردت ولولا ولعلي .
ووجهت الرقعة إليهم فلما وصلت قرأوها وعيوا بجوابها فأخذها إبراهيم بن المدبر فكتب تحت أردت ليت وتحت لولا ماذا وتحت لعلي أرجو ووجه بالرقعة إليها فلما قرأتها طربت ونعرت وقالت أنا أترك هؤلاء وأقعد عنكم تركني الله إذا من يديه وقامت فمضت وقالت لكم فيمن أتخلفه عندكم من جواري كفاية .
عريب تهيم به حبا .
أخبرني محمد بن خلف قال حدثني عبد الله بن المعتز قال .
قرأت في مكاتبات لعريب فصلا من جواب أجابت به إبراهيم بن المدبر مكاتبة بديعة بعيادة قد استبطأت عيادتك قدمت قبلك وعذرتك فما ذكرت عذرا ضعيفا لا ينبغي أن يفرح به فأستديم الله نعمة عندك .
قال وكتبت إليه أيضا .
أستوهب الله حياتك قرأت رقعتك المسكينة التي كلفتها مسألتك عن أحوالنا ونحن نرجو من الله أحسن عوائده عندنا وندعوه ببقائك ونسأله