والخزرج فأراد النبي إذ قدم استصلاحهم كلهم وكان الرجل يكون مسلما وأبوه مشرك ويكون مسلما وأخوه مشرك وكان المشركون واليهود حين قدم النبي يؤذونه وأصحابه أشد الأذى فأمر الله نبيه والمسلمين بالصبر على ذلك والعفو عنهم وأنزل في شأنهم ( ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ) الآية وأنزل فيهم ( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم ) إلى قوله ( واصفحوا ) فلما أبى كعب بن الأشرف أن ينزع عن أذى النبي وأصحابه أمر النبي سعد بن معاذ أن يبعث إليه رهطا فيقتلوه فبعث إليه محمد بن مسلمة وأبا عبس بن جبير والحارث بن أخي سعد في خمسة رهط فأتوه عشية وهو في مجلس قومه بالعوالي فلما رآهم كعب أنكر شأنهم وكان يذعر منهم فقال لهم ما جاء بكم فقالوا جئنا لنبيعك أدراعا نستنفق أثمانها فقال والله لئن فعلتم ذلك لقد جهدتم مذ نزل بكم هذا الرجل ثم واعدهم أن يأتوه عشاء حين تهدأ أعين الناس فجاؤوا فناداه رجل منهم فقام ليخرج فقالت امرأته ما طرقوك ساعتهم هذه بشيء مما تحب فقال بلى إنهم قد حدثوني حديثهم وخرج إليهم فاعتنقه أبو عبس وضربه محمد بن مسلمة بالسيف في خاصرته وانحنوا عليه حتى قتلوه فرعبت اليهود ومن كان معهم من المشركين وغدوا على النبي فقالوا قد طرق صاحبنا الليلة وهو سيد من سادتنا فقتل فذكر لهم ما كان يؤذى به في أشعاره ودعاهم إلى أن يكتب بينهم وبين