إلى فدك وكانوا قد ملأوا المدينة ولهم بها نخل كثير وزروع وكان موسى بن عمران عليه السلام قد بعث الجنود إلى الجبابرة من أهل القرى يغزونهم فبعث موسى عليه السلام إلى العماليق جيشا من بني إسرائيل وأمرهم أن يقتلوهم جميعا إذا ظهروا عليهم ولا يستبقوا منهم أحدا فقدم الجيش الحجاز فأظهرهم الله D على العماليق فقتلوهم أجمعين إلا ابنا للأرقم فإنه كان وضيئا جميلا فضنوا به على القتل وقالوا نذهب به إلى موسى بن عمران فيرى فيه رأيه فرجعوا إلى الشام فوجدوا موسى عليه السلام قد توفي فقالت لهم بنو إسرائيل ما صنعتم فقالوا أظهرنا الله جل وعز عليهم فقتلناهم ولم يبق منهم أحد غير غلام كان شابا جميلا فنفسنا به عن القتل وقلنا نأتي به موسى عليه السلام فيرى فيه رأيه فقالوا لهم هذه معصية قد أمرتم ألا تستبقوا منهم أحدا والله لا تدخلون علينا الشام أبدا .
المدينة أول استيطان اليهود .
فلما منعوا ذلك قالوا ما كان خيرا لنا من منازل القوم الذين قتلناهم بالحجاز نرجع إليهم فنقيم بها فرجعوا على حاميتهم حتى قدموا المدينة فنزلوها وكان ذلك الجيش أول سكنى اليهود المدينة فانتشروا في نواحي المدينة كلها إلى العالية فاتخذوا بها الآطام والأموال والمزارع ولبثوا بالمدينة زمانا طويلا