( عَنتْ له عَنَّةٌ نكُودٌ ... وحان منها له ورودُ ) .
فقال له المنذر يا عبيد ويحك أنشدني قبل أن أذبحك فقال عبيد .
( والله إن مِتُّ لما ضرّني ... وإن أعشْ ما عشتُ في واحدَه ) .
فقال المنذر إنه لا بد من الموت ولو أن النعمان عرض لي في يوم بؤس لذبحته فاختر إن شئت الأكحل وإن شئت الأبجل وإن شئت الوريد فقال عبيد ثلاث خصال كسحابات عاد واردها شر وراد وحاديها شر حاد ومعادها شر معاد ولا خير فيه لمرتاد وإن كنت لا محالة قاتلي فاسقني الخمر حتى إذا ماتت مفاصلي وذهلت لها ذواهلي فشأنك وما تريد فأمر المنذر بحاجته من الخمر حتى إذا أخذت منه وطابت نفسه دعا به المنذر ليقتله فلما مثل بين يديه أنشأ يقول .
( وخيّرني ذُو البؤس في يوم بؤسه ... خِصالاً أرى في كلها الموتَ قد بَرَقْ ) .
( كما خُيِّرت عادٌ من الدهر مَرّةً ... سحائبَ ما فيها لذي خِيرة أنَقْ ) .
( سحائب ريح لم تُوكَّل ببلدةٍ ... فتتركها إلا كما ليلةِ الطَّلَق )