ألحقو برخم وهو جبل ففعلوا وانهزم الناس .
وكان رسول الله لا يصير في فئة إلا انهزم من يحاذيها فقال حرب بن أمية وعبد الله بن جدعان ألا ترون إلى هذا الغلام ما يحمل على فئة إلا انهزمت .
وفي ذلك يقول خداش بن زهير في كلمة له .
( فأبلغ إن عرضْتَ بنا هِشاما ... وعبدَ الله أبلغْ والوَليدا ) .
( أولئك إن يكن في الناس خيرٌ ... فإن لديهمُ حَسَباً وجُودا ) .
( همُ خير المعاشرِ من قريشٍ ... وأَوْرَاها إذا قُدِحت زنودا ) .
( بأنّا يومَ شَمطةَ قد أقمنا ... عمودَ المجدِ إنَّ له عمودا ) .
( جلَبنا الخيلَ ساهمةً إليهم ... عوابسَ يَدَّرِعْنَ النقَع قودا ) .
( فبِتنا نعقِدُ السِّيَما وباتوا ... وقلنا صبَّحوا الإنسَ الحديدا ) .
( فجاؤوا عارضاً بَرِداً وجئنا ... كما أضرمتَ في الغاب الوقودا ) .
( ونادوا يا لعمروٍ لا تفِرّوا ... فقلنا لا فِرارَ ولا صُدُودَا ) .
قوله نعقد السيما أي العلامات .
( فَعاركْنا الكُماةَ وعاركونا ... عِراكَ النُّمْر عاركتِ الأسودا )