قال حدثني شيخ قدم من المدينة وأخبرني إسماعيل بن يونس قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثنا أبو غسان عن أبي السائب المخزومي وأخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه قال ذكر لي عن جعفر بن محرز السدوسي قالوا .
دخل النعمان بن بشير الأنصاري المدينة أيام يزيد بن معاوية وابن الزبير فقال والله لقد أخفقت أذناي من الغناء فأسمعوني فقيل له لو وجهت إلى عزة فإنها من قد عرفت قال إي ورب البيت إنها لمن يزيد النفس طيبا والعقل شحذا ابعثوا إليها عن رسالتي فإن أبت صرنا إليها فقال له بعض القوم إن النقلة تشتد عليها لثقل بدنها وما بالمدينة دابة تحملها فقال النعمان وأين النجائب عليها الهوادج فوجه إليها بنجيب فذكرت علة فلما عاد الرسول إلى النعمان قال لجليسه أنت كنت أخبر بها قوموا بنا فقام هو مع خواص أصحابه حتى طرقوها فأذنت وأكرمت واعتذرت فقبل النعمان عذرها وقال غنيني فغنته .
( أجَدَّ بعَمْرة غُنْيانُها ... فتهجُرَ أم شأنُنا شانُها ) .
فأشير إليها أنها أمة فسكتت فقال غنيني فوالله ما ذكرت إلا كرما وطيبا لا تغنيني سائر اليوم غيره فلم تزل تغنيه هذا اللحن فقط حتى انصرف .
وتذاكروا هذا الحديث عند الهيثم بن عدي فقال ألا أزيدكم فيه