الأعرابي قال .
كان الجعد المحاربي أبو صخر بن الجعد قد عمر حتى خرف وكان يكنى أبا الصموت وكانت له وليدة يقال لها سمحاء فقالت له يوما يا أبا الصموت زعم بنوك أنك إن مت قتلوني قال ولم قالت مالي إليهم ذنب غير حبي لك فأعتقها على أن تكون معه فمكثت يسيرا ثم قالت له يا أبا الصموت هذا عرابة من أهل المعدن يخطبني قال أين هذا مما قلت لي قالت إنه ذو مال وإنما أردت ماله لك قال فأتني به فأتته فزوجه إياها فولدت له أولادا وقوته بما كانت تصيبه من الجعد وكانت تأتي الجعد في أيام فتخضب رأسه ثم قطعته فأنشأ الجعد يقول .
( أمْسَى عَرابةُ ذا مال وذا ولدٍ ... من مالِ جَعْدٍ وجعدٌ غيرُ محمود ) .
( تظل تُنْشِقُه الكافورَ متكئاً ... على السرير وتعطيني على العُود ) .
قال والجعد هو القائل لامرأته .
( تُعالجنِي أُمّ الصَّموت كأنما ... تُدَاوِي حِصاناً أوهنَ العظمَ كاسِرُه ) .
( فلا تعجبي أُمَّ الصَّموت فإنَّه ... لكل جواد مَعْثَرٌ هو عاثِره ) .
( وقد كنتُ أصطاد الظباءَ مُوَطَّئاً ... وأضربُ رأْسَ القِرن والرمحُ شاجِره ) .
( فأَصْبَحْتُ مثل العشّ طارَت فراخُه ... وغودر في رأْس الهشيمة سائره )