( فقلت عساها نارُ كأسٍ وعلَّها ... تَشكَّى فأَمْضِي نحوَها وأعودُها ) .
( فتسمع قولي قبل حتف يَصِيدُني ... تُسَرُّ بِه أو قّبْلَ حتفٍ يصيدها ) .
( كأن لم نكُنْ يا كأس إلْفَى مَودةٍ ... إذِ الناسُ والأيامُ تُرْعَى عهودُها ) .
أخبرني عبد الله بن مالك النحوي قال حدثنا محمد بن حبيب قال .
لما ضرب صخر بن الجعد الحد لكأس وصارت إلى زوجها ندم على ما فرط منه واستحيا من الناس للحد الذي ضربه فلحق بالشام فطالت غيبته بها ثم عاد فمر بنخل كان لأهله ولأهل كأس فباعوه وانتقلوا إلى الشام فمر بها صخر ورأى المبتاعين لها يصرمونها فبكى عند ذلك بكاء شديدا وأنشأ يقول .
( مررتُ على خَيماتِ كأسٍ فأَسبلتْ ... مدامعُ عيني والرياحُ تُميلُها ) .
( وفي دارهمْ قومٌ سواهم فأَسبلتْ ... دموعٌ من الأجفان فاض مسيلُها ) .
( كذاكَ الليالي ليسَ فيها بسالمٍ ... صديقٌ ولا يبقى عليها خَليلُها ) .
وقال وهو بالشام .
( ألا ليتَ شعري هل تغيَّرَ بَعدَنا ... عن العهدِ أم أَمْسَى على حاله نجدُ ) .
( وعهدِي بنجدٍ منذ عشرين حِجَّةً ... ونحن بُدنيا ثَمَّ لمْ نَلْقَها بعدُ ) .
( به الخوصَةُ الدهماءُ تحت ظلالها ... رياضٌ بها الحَوْذان والنَّفَل الجعد )