قوسا فقال له يا أسد من أين لك هذه النبعة فقال يا رسول الله تنبت بجبلنا بالسراة فقال الثقفي يا رسول الله الجبل لنا أم لهم فقال بل الجبل جبل قسر به سمي أبوهم قسر عبقر فقال أسد يا رسول الله ادع لي فقال اللهم اجعل نصرك ونصر دينك في عقب أسد بن كرز وما أدري ما أقول في هذا الحديث وأكره أن أكذب بما روي عن رسول الله ولكن ظاهر الأمر يوجب أنه لو كان رسول الله دعا له بهذا الدعاء لم يكن ابنه مع معاوية بصفين على علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ولا كان ابن ابنه خالد يلعنه على المنبر .
ويتجاوز ذلك إلى ما ساء ذكره من شنيع أخباره قبحه الله ولعنه إلا أني أذكر الشيء كما روي ومن قال على رسول الله وآله ما لم يقل فقد تبوأ مقعده من النار كما وعده .
وكان جرير بن عبد الله نافر قضاعة فبلغ ذلك أسد بن عبد الله وكان بينه وبينه أعني جريرا تباعد فأقبل في فوارس من قومه ناصرا لجرير ومعاونا له ومنجدا فزعموا أن أسدا لما أقبل في أصحابه فرآه جرير ورأى أصحابه في السلاح ارتاع وخافه فقيل له هذا أسد جاءك ناصرا لك فقال جرير ليت لي بكل بلد ابن عم عاقا مثل أسد فقال جعدة بن عبد الله الخزاعي يذكر ذلك من فعل أسد .
( تدارك رَكْضُ المرء من آل عبقر ... جريراً وقد رانت عليه حلائبُه ) .
( فنفَّسَ واسترخى به العَقْدُ بعد ما ... تغشَّاه يوم لا تَوارى كواكبه )