رجلا من بني غدانة هجاه وعاون جريرا عليه وأنه أراد أن يهجو بني غدانة فأتاه عطية بن جعال فسأله أن يصفح له عن قومه ويهب له أعراضهم ففعل ثم قال .
( أبني غُدانة إنني حَرّرتكم ... فوهبتكم لعطيةَ بنِ جُعال ) .
( لولا عطيةُ لاجتَدعْتُ أنوفكم ... من بين ألأم أعين وسبال ) .
فبلغ ذلك عطية فقال ما أسرع ما ارتجع أخي هبته قبحها الله من هبة ممنونة مرتجعة .
خبر آخر عن المجنون الذي أراده .
أخبرني وكيع عن هارون بن محمد قال حدثني قبيصة بن معاوية المهلبي عن المدائني عن محمد بن النضر .
أن الفرزدق مر بباب المفضل بن المهلب فأرسل إليه غلمة فاحتملوه حتى أدخل إليه بواسط وقد خرج من تيار ماء كان فيه فأمر به فألقي فيه بثيابه وعنده ابن أبي علقمة اليحمدي المجنون فسعى إلى الفرزدق فقال له المفضل ما تريد قال أريد أن أنيكه وأفضحه فوالله لا يهجو بعدها أحدا من الأزد فصاح الفرزدق الله الله أيها الأمير في أنا في جوارك وذمتك فمنع عنه ابن أبي علقمة فلما خرج قال قاتل الله مجنونهم والله لو مس ثوبه ثوبي لقام بها جرير وقعد وفضحني في العرب فلم يبق لي فيهم باقية .
وأخبرني بنحو هذا الخبر حبيب المهلبي عن ابن شبة عن محمد بن يحيى عن عبد الحميد عن أبيه عن جده قال أبو زيد وأخبرني أبو