جرير يرثي نفسه ويرثيه .
حدثني أبو أيوب بن كسيب من آل الخطفي وأمه ابنة جرير بن عطية قال .
بينا جرير في مجلس بفناء داره بحجر إذ راكب قد أقبل فقال له جرير من أين وضح الراكب قال من البصرة فسأل عن الخبر فأخبره بموت الفرزدق فقال .
( مات الفرزدقُ بعد ما جرّعتُه ... ليْتَ الفزدقَ كان عاش قليلا ) .
ثم سكت ساعة فظنناه يقول شعرا فدمعت عيناه فقال القوم سبحان الله أتبكي على الفرزدق فقال والله ما أبكي إلا على نفسي أما والله إن بقائي خلافه لقليل إنه قل ما كان مثلنا رجلان يجتمعان على خير أو شر إلا كان أمد ما بينهما قريبا ثم أنشأ يقول .
( فُجِعنا بحمَّالِ الدِّيات ابنِ غالبٍ ... وحامي تميمٍ كلِّها والبَراجِم ) .
( بكيناكَ حِدْثَانَ الفِراق وإِنَّما ... بكَيناك شجْواً للأمور العظائم ) .
( فلا حَملَت بعدَ ابنِ ليلى مَهيرَةٌ ... ولا شُدَّ أنساعُ المطيِّ الرَّواسِمِ ) .
وقال البلاذري حدثنا أبو عدنان عن أبي اليقظان قال .
أسن الفرزدق حتى قارب المائة فأصابته الدبيلة وهو بالبادية فقدم إلى البصرة فأتي برجل من بني قيس متطبب فأشار بأن يكوى ويشرب النفط