منهما ولكن إن قتلني فلا يفلتنك ثم ثار إليه فطعنه قيس بالحربة في خاصرته فأنفذها من الجانب الآخر فمات مكانه فلما فرغ منه قال له خداش إنا إن فررنا الآن طلبنا قومه ولكن ادخل بنا مكانا قريبا من مقتله فإن قومه لا يظنون أنك قتلته وأقمت قريبا منه ولكنهم إذا افتقدوه اقتفوا أثره فإذا وجدوه قتيلا خرجوا في طلبنا في كل وجه فإذا يئسوا رجعوا .
قال فدخلا في دارات من رمال هناك وفقد العبدي قومه فاقتفوا أثره فوجدوه قتيلا فخرجوا يطلبونهما في كل وجه ثم رجعوا فكان من أمرهم ما قال خداش .
وأقاما مكانهما أياما ثم خرجا فلم يتكلما حتى أتيا منزل خداش ففارقه عنده قيس بن الخطيم ورجع إلى أهله ففي ذلك يقول قيس .
( تذكَّر ليلَى حسنَها وصفَاءَها ... وبانتْ فما إن يستطيعُ لقاءَها ) .
( ومِثْلُكِ قد أَصبيتُ ليست بكَنَّةٍ ... ولا جارةٍ أَفْضتْ إليّ خِباءَها ) .
( إذا مااصطبحتُ أربعاً خَطّ مِئْزَرِي ... وأَتْبعتُ دِلْوِي في السَّماحِ رِشاءَها ) .
( ثَأرتُ عديّاً والخَطيمَ فلم أُضِعْ ... وصّيَة أشياخٍ جُعِلتُ إزاءَها ) .
وهي قصيدة طويلة .
رسول الله يستنشد شعر قيس ويعجب بشجاعته .
أخبرني أحمد بن عبيد الله بن عمار قال حدثني يعقوب بن إسرائيل قال حدثنا زكريا بن يحيى المنقري قال حدثنا زياد بن بيان العقيلي قال حدثنا أبو خولة