فلما أتاه كتابه لم يدر ما اسمه حبيش أو حنيش فأخرج ديوانه وأقفل كل حبيش وحنيش في جيشه وهم عدة وأنفذهم إلى الفرزدق .
قبر أبيه معاذ الناس .
قال أبو خليفة قال ابن سلام وحدثني أبو يحيى الضبي قال .
ضرب مكاتب لبني منقر بساطا على قبر غالب أبي الفرزدق فقدم الناس على الفرزدق فأخبروه بمكانه عند قبر أبيه .
ثم قدم عليه فقال .
( بقبر ابن لَيْلَى غالب عُذْتُ بعدما ... خَشِيت الرَّدَى أو أن أُرَدَّ عَلَى قَسْر ) .
( فأخبرني قبرُ ابنِ لَيْلَى فقال لي ... فِكاككَ أن تأتي الفرزدقَ بالمِصْرِ ) .
فقال الفرزدق صدق أبي أنخ ثم طاف له في الناس حتى جمع له مكاتبته وفضلا .
وكان نفيع ذو الأهدام أحد بني جعفر بن كلاب يتعصب لجرير بمدحه قيسا فهجاه الفرزدق فاستجارت أمه بقبر غالب وعاذت من هجاء الفرزدق فقال .
( ونُبّئْتُ ذا الأَهدام يعوي ودونه ... من الشَّام زُرَّاعاتُها وَقُصُورُها ) .
( على حينَ لم أتركْ عَلَى الأَرْض حيَّةً ... ولا نابِحاً إلا استقرّ عقورُها ) .
( كلابٌ نَبَحن الحيّ من كل جانبٍ ... فعاد عُواءً بعد نَبْحٍ هريرُها ) .
( عجوزٌ تصلي الخمس عاذت بغالبٍ ... فلا والذي عاذت به لا أضيرُها )