( ولا نقتُل الأسرى ولكن نفكُّهم ... إذا أثقلَ الأعناقَ حملُ المغارمِ ) .
ثم أقبل على راويته فقال كأني بابن المراغة وقد بلغه خبري فقال .
( بسيفِ أبي رَغْوَانَ سيفِ مُجاشِعٍ ... ضربتَ ولم تضربْ بسيف ابن ظالمِ ) .
( ضربتَ به عند الإِمام فأُرْعِشتْ ... يداك وقالوا مُحْدَثٌ غيرُ صارمِ ) .
فما لبثنا إلا أياما يسيرة حتى جاءتنا القصيدة وفيها البيتان فعجبنا من فطنة الفرزدق .
وقال أيضا في ذلك .
( أَيعجبُ النَّاسُ أن أضحكتُ خيرَهُم ... خليفةَ الله يُستسقَى به المطرُ ) .
( فما نبا السيفُ عن جُبْنٍ وعن دَهَشٍ ... عند الإِمامِ ولكن أُخِّر القدرُ ) .
( ولو ضربتُ به عمداً مُقلَّدَهُ ... لخرَّ جثمانُه ما فوقه شَعَرُ ) .
( وما يُقدِّم نفساً قبل مِيتَتِها ... جمعُ اليدين ولا الصَّمْصَامة الذكر ) .
متفرقات من شعره .
وأخبرني عبد الله بن مالك قال حدثنا محمد بن حبيب عن أبي عبيدة قال .
هجا الفرزدق خالدا القسري وذكر المبارك النهر الذي حفره بواسط فبلغه ذلك وكتب خالد إلى مالك بن المنذر أن احبس الفرزدق فإنه هجا نهر أمير المؤمنين بقوله .
( وأهلكتَ مالَ اللهِ في غير حقِّه ... على نهرك المشؤوم غير المُبَارك )