قال فلم تزل النوار ترققه وتستعطفه حتى أجابها إلى طلاقها وأخذ عليها ألا تفارقه ولا تبرح من منزله ولا تتزوج رجلا بعده ولا تمنعه من مالها ما كانت تبذله له وأخذت عليه أن يشهد الحسن البصري على طلاقها ففعل ذلك .
قال المازني وحدثني محمد بن روح العدوي عن أبي شفقل راوية الفرزدق قال .
ما استصحب الفرزدق أحدا غيري وغير راوية آخر وقد صحب النوار رجال كثيرة إلا أنهم كانوا يلوذون بالسواري خوفا من أن يراهم الفرزدق فأتيا الحسن فقال له الفرزدق يا أبا سعيد قال له الحسن ما تشاء قال أشهد أن النوار طالق ثلاثا فقال الحسن قد شهدنا فلما انصرفنا قال يا أبا شفقل قد ندمت فقلت له والله إني لأظن أن دمك يترقرق أتدري من أشهدت والله لئن رجعت لترجمن بأحجارك فمضى وهو يقول .
( ندمتُ ندامةَ الكُسَعِيّ لمّا ... غدت منّي مُطلَّقةً نوارُ ) .
( ولو أنّي ملكتُ يدي وقلبي ... لكان عليّ للقدَر الخيارُ ) .
( وكانت جَنّتي فخرجتُ منها ... كآدم حين أخرجه الضّرار ) .
( وكنتُ كفاقىءٍ عينيه عمداً ... فأصبح ما يضيء له النهارُ ) .
يهجو بني قيس لأنهم ألجأوا النوار .
وأخبرني بخبره مع النوار أحمد بن عبد العزيز قال حدثنا عمر بن