تعلم أنك إنما تزوجت بي ضغطة وعلى خدعة ثم لا تزال في كل ذلك حتى حلفت بيمين موثقة ثم حنثت وتجنبت فراشه فتزوج عليها امرأة يقال لها جهيمة من بني النمر بن قاسط حلفاء لبني الحارث بن عباد بن ضبيعة وأمها الخميصة من بني الحارث بن عباد فنافرته الخميصة واستعدت عليه فأنكرها الفرزدق وقال إنها مني بريء طالق وطلق ابنتها وقال .
( إن الخميصةَ كانت لي ولاب نتها ... مثل الهَراسةِ بين النّعل والقَدَم ) .
( إذا أتت أهلَها مني مُطَلَّقة ... فلن أردَّ عليها زَفرَة النَّدم ) .
جعل يأتي النوار وبه ردع الخلوق وعليه الأثر فقالت له النوار هل تزوجتها إلا هدادية - تعني حيا من أزد عمان - فقال الفرزدق في ذلك .
( تُريكَ نجومَ الليل والشَّمسُ حَيَّةٌ ... كرامُ بنات الحارث بن عُبادِ ) .
( أبوها الذي قاد النّعامة بعد ما ... أبت وائلٌ في الحرب غير تمادِ ) .
( نساءٌ أبوهنّ الأعزُّ ولم تكن ... من الأزد في جاراتها وهَدادِ ) .
( ولم يكُ في الحيّ الغموضِ محلُّها ... ولا في العُمانيّيين رهطِ زيادِ ) .
( عَدلتُ بها مَيلَ النّوار فأَصبحتْ ... وقد رَضيت بالنّصف بعد بعادِ )