كان الحكم بن عبدل الأسدي منقطعا إلي بشر بن مروان وكان يأنس به ويحبه ويستطيبه وأخرجه معه إلي البصرة لما وليها فلما مات بشر جزع عليه الحكم وقال يرثيه .
( أصبحتُ جَمَّ بَلابِل الصَّدْرِ ... مُتَعجِّباً لتصرُّفِ الدّهرِ ) .
( مازلتُ أطلبُ في البلاد فتىً ... ليكون لي ذُخْراً من الذُّخْرِ ) .
( ويكون يسعدني وأُسعِده ... في كلّ نائبةٍ من الأمرِ ) .
( حتى إذا ظَفِرتْ يدايَ به ... جاء القَضاءُ بحَيْنِه يَجْري ) .
( إنّي لفي هَم يباكرني ... منه وهمٍّ طارقٍ يَسْري ) .
( فلأَصْبِرَنَّ وما رأيتُ دوىً ... للهمّ غيرَ عزيمةِ الصبرِ ) .
( واللهِ ما استعظمتُ فُرْقَتَه ... حتى أحاط بفضله خُبْرِي ) .
أخبرني ابن دريد قال حدثني عمي عن أبيه عن ابن الكلبي قال .
لما ظفر ابن الزبير بالعراق وأخرج عنها عمال بني أمية خرج ابن عبدل معهم إلى الشأم وكان ممن يدخل لى عبد الملك ويسمر عنده فقال لعبد الملك ليلة .
( يا ليتَ شِعْرِي وليتٌ رُبَّمَا نفعتْ ... هل أبصِرنَّ بني العَوَّام قد شُمِلُوا ) .
( بالذلّ والأَسْرِ والتشريد إنهمُ ... على البَريّة حَتْف حيثما نزَلُوا ) .
( أم هل أراكَ بأكنافِ العراق وقد ... ذلّت لِعزِّك أقوامٌ وقد نَكَلُوا ) فقال عبد الملك ويروى أنه قائل هذا الشعر .
( إن يُمكِن اللهُ من قَيْس ومن جَدَسٍ ... ومن جُذَام ويُقْتلْ صاحبُ الحَرَمِ )