قال فجعل أبو المهاجر يضحك ويقول له ويحك والله لو كان إليها سبيل لوهبتها لك ولكن لها مني ولد .
أخبرنا الحسن بن علي قال حدثنا أحمد بن الحارث الخزاز عن المدائني قال .
كان عمر بن يزيد الأسدي مبخلا ووجده أبوه مع أمة له فكان يعير بذلك وجاءه الحكم بن عبدل الأسدي ومعه جماعة من قومه يسألونه حاجة فدخلوا إليه وهو يأكل تمرا فلم يدعهم إليه وذكروا له حاجتهم فلم يقضها فقال فيه ابن عبدل .
( جِئْنا وبين يديه التمر في طَبَقٍ ... فما دعانا أبو حَفْص ولا كادا ) .
( علا على جسمه ثوبان من دَنَسٍ ... لؤمٌ وجُبْنٌ ولولا أَيْرُه سادا ) .
أخبرني علي بن سليمان الأخفش قال أخبرنا محمد بن الحسن الأحول عن أبي نصر عن الأصمعي قال .
كانت امرأة موسرة بالكوفة وكانت لها على الناس ديون بالسواد فاستعانت بابن عبدل في دينها وقالت إني امرأة ليس لي زوج وجعلت تعرض بأنها تزوجه نفسها .
فقام ابن عبدل في دينها حتى اقتضاه فلما طالبها بالوفاء كتبت إليه .
( سَيُخئطك الذي حاولتَ منّي ... فقطِّعْ حبلَ وصلك من حبالي ) .
( كما أخطاك معروفُ ابن بِشْر ... وكنتَ تَعُدّ ذلك رأسَ مالِ ) .
قال وكان ابن عبدل أتى ابن بشر بالكوفة فسأله فقال له أخمسمائة أحب إليك الآن عاجلة أم ألف في قابل قال ألف في قابل .
فلما أتاه قال له ألف أحب إليك أم ألفان في قابل قال ألفان فلم يزل ذلك دأبة حتى مات ابن بشر وما أعطاه شيئا